هل نريد فعلا تحقيق التوازن بين الحياة والعمل؟
عبير المعتوق
لطالما وجدت نفسي في حيرة تجاه هذا المصطلح وبهذا الفكر (توازن بين العمل والحياة). في رأيي، لدى نطاق واسع جدا، يمكننا القيام بأمور عدة، وهناك الكثير لتجربته، لماذا أريد أن أوازن طوال حياتي مع جانب واحد منها وهو (العمل)؟
بصفتي مدربة للحياة ، وكائنا فضوليا يبحث دائما عن طرق أفضل لتصميم الحياة و(الوجود) فيها ، بدأت في قراءة هذه الفكرة والبحث عنها وتحقيق فيها، لأكتشف أن لها علاقة كبيرة بكيفية برمجة مجتمعاتنا الحديثة لنا لربط هوياتنا وتحديد سعادتنا ونجاحنا في الحياة من خلال نجاحنا الوظيفي وبالتالي نعم ، كل حياتك مع كل ما لديها ستكون على جانب واحد وستكون الوظيفة أو العمل على الجانب الآخر وسيتعين عليك تحقيق التوازن بينهما.
لم أفكر بهذه الفكرة، ولا أشترك فيها، وإليكم السبب (ضع في اعتبارك أنني امرأة مهنية كانت تربط نجاحها في الحياة بنجاحها الوظيفي حتى وصلت إلى ما يلي وأدعوك لتفكر في هذا معي:
1. ما الذي نريده جميعا في الحياة ومن الحياة؟ السعادة، أليس كذلك؟ السعادة بأي طريقة تريد تعريفها، الرضا، السلام، الفرح، الحب، الخ
2. لكي يحدث ذلك ، يحتاج كل واحد منا إلى أن يعرف أولا ما هو بالضبط الذي يعطي معنى لحياته وكيف يتم تعريف السعادة بشروطه، في عزلة تامة عن أي توقعات خارجية لنفسها (أو التوقعات الداخلية التي تأتي من تكييف المجتمع لهذه الأمور).
3. بمجرد الانتهاء من ذلك وإيجاد بعض الوضوح، نبدأ الآن في اكتشاف أن هناك فرصة ضئيلة لأن (العمل) يمكن أن يمنحنا كل ذلك، بالنظر إلى المكان الذي ستخدمنا فيه الوظيفة / العمل لتحقيق تلك المعاني لنفسك ، ونبدأ في إدراك أن المجالات الأخرى من حياتنا التي غالبا ما نتجاهلها أو نتركها تغذيها (عندما تسمح جداولنا المزدحمة) هي في الواقع المجالات التي تجلب لنا الإنجاز والتوازن إلى جانب تغذيتنا لأداء أفضل في حياتنا المهنية بسبب التوافق مع رؤيتنا الحقيقية للحياة وتغذية الروح التي ستحققها.
في تسلسل ماسلو الهرمي للاحتياجات مهنة أو عمل لا يأتي في أي مكان، ما لدينا على الرغم من المعاني والقيم التي يمكن أن تأتي في بعض الأحيان من خلال العمل ولكن في معظم الأحيان من خلال (عمل الحياة) الذي ليس بالضرورة العمل الذي تقوم به لتحقيق دخلك.
بعد أن قلت كل ما أستطيع قوله بأنه لا يمكننا أن نخاف من تحقيق الذات لأنه عندما لا يتم تلبية احتياجاتنا الأساسية، وأن العمل فقط هو الذي يمكن أن يضمن ذلك، وأود أن أسأل ، هل ستكون سعيدا بعيش حياتك كلها في سباق دائم ، مرورا بالأيام ، مما يخدش جسدك ، الصحة العقلية والنفسية والروحية والاجتماعية لهذا النوع من الأمان؟ أو تفضل إعطاء نظرة أوسع وأكثر اتساعا للمعاني الحقيقية في الحياة والبحث عن (التوازن) بدلا من (توازن العمل في الحياة).